Overblog
Edit post Follow this blog Administration + Create my blog

عاشت الماركسية اللينينية الماوية (رئيسيًا الماوية)

المدونة الماوية ★ الديمقراطية الشعبية

حول زيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون الى الصين الماوية عام ١٩٧٢

حول زيارة نيكسون الى الصين الماوية عام ١٩٧٢ 

 

دومًا ما يتم الحديث عن استقبال القائد ماو تسي تونغ للرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون عام ١٩٧٢ ، وهنا  من الواجب توضيح حيثيات هذا الموضوع ، لان نقاد و أعداء الماوية من المفلسين و المتفذلكين تعتبر هذه القضية ملاذهم الأخير ، لأنها وفق تصورهم وفهمهم المحدود و أفقهم الضيق تعتبر تعتبرمن "المئاخذ الكبرى" على ماو و الماوية  .

 

على أي حال، حتى نقطع مع هؤولاء لا بد من قراءة للسياق التاريخي كاملاً، وان كنت لا ترى حقيقة الإتحاد السوفييتي بعد وفاة ستالين و المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي عام ١٩٥٦ كقوة امبريالية فاشية حاملة للثورة المضادة ، فإنك حتمًا لن تستطيع فهم حيثيات هذه المسألة ، وحتى ان كنت من الخوجيين والتروتسكيين الدوغمائيين.

 

مشكلتنا اننا حين نقرأ الأحداث نقرأها بصورة مجتزأة عن سياقها الكامل ، نرى تلك الزيارة بدون أن نرى ما سبقها من احداث خلال ٢٠ سنة على الأقل.

اننا لا نرى حجم الهزائم التي الحقتها الصين الثورية الحمراء بالإمبريالية الأميركية بداية ً من الحاق الهزيمة بوكلاء الإمبريالية الأميركية في الصين طغمة تشان كاي تشيك وحزب الكومنتانغ الذي دعمته الإمبريالية الأميركية بكافة اشكال الدعم، بالمال و السلاح الثقيل.، في حين ان الذين قاتلوا تحت راية الحزب الشيوعي قاتلوا بأسلحة خفيفة ومتوسطة ومع ذلك حقق الشيوعيون الإنتصار النهائي على رجعيي الكومنتانغ الخونة الذين كانوا يأتمرون بأوامر الإمبريالية الأميركية.

 و بعدها تأسست جمهورية الصين الشعبية و هرب رجعيو الكومنتانغ الى جزيرة (مقاطعة تايوان) ليؤسسوا محمية تايوان الاميركية هناك.

 

و بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية جاءت الحرب الكورية ، ونجحت الصين الثورية بتأمين حدودها و زجت بمئات الاف المقاتلين في الحرب ضد كوريا الجنوبية و قوات الجيوش الامبريالية و على رأسها الإمبريالية الأميركية وكان على راس هؤولاء المقاتلين الابن البكر للقائد ماو و الذي قتل في تلك الحرب ويدعى "ماو انينغ" (نقاد ماو الأشاوس لا يعرفون ذلك على الأغلب) ، وسميت تلك الحرب انذاك بحرب مقاومة اميركا لان الصين الفتية في ذلك الوقت ارادت تأمين حدودها وتكريس امر واقع عبر تثبيت الحكم الشيوعي لكوريا الشمالية و نجحت في ذلك.

ومن ثم جاءت حرب فيتنام و الدعم الصيني اللامحدود لثوار فيتنام الشماليين ضد الامبريالية الأميركية التي هُزمت  مرة اخرى. 

ولا ننسى الحرب الصينية الهندية والنزاع الحدودي عام ١٩٦٢ حين تم الحاق هزيمة عسكرية بالرجعية الهندية التي كانت مدعومة انذاك من قبل الاميركان و السوفييت على حد سواء. 

ما تقدم ذكره يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن ارجل أميركا قُطعت تمامًا في منطقة الهند الصينية و بهزائم متوالية للامبريالية الأميركية ، اي ان زيارة نيكسون للصين كانت من موقع قوة للصين ومن موقع هزيمة و وهن لاميركا. 

و بالتالي عندما حلل الشيوعيون الصينيون بقيادة ماو ظروف تلك المرحلة تحليلاً واقعيًا ملموسًا خلصوا الى ان الإمبريالية الأميركية لم تعد تشكل تهديداً حقيقيًا للصين و للثورة العالمية ، خاصة أن اميركا كانت تعيش أزمة حقيقية في تلك الفترة أزمة الدولار وانهيار سوق الاوراق المالية   الأكبر في تاريخها وما صاحبها من اجراءات والتي عرفت انذاك بصدمة نيكسون.

 

امام هكذا واقع لم تعد الامبريالية الأميركية تشكل اي تهديد وخطر حقيقي على الصين التي كانت منذ مطلع الستينيات وقبلها في خضم مواجهة و صراع محتدم مع الاتحاد السوفييتي بعد ان اختطفت الزمرة التحريفية السلطة ، وصل هذا الصراع الى حد المواجهة العسكرية على جزيرة شينباو الحدودية المتنازع عليها، حيث وقعت في العام ١٩٦٩ مواجهات عنيفة راح ضحيتها المئات من القتلى و الجرحى من الجانببين. 

و في تلك الأثناء ، في اواخر الستينيات عند اشتداد التوتر بين الصين الماوية و التحريفية السوفييتية كان هناك مقترح من وزير الدفاع السوفييتي اندريه جريتشكو و الذي كان مسؤولاً عن حلف وارسو الذي انتهى للتو من غزو تشيكوسلوفاكيا ، كان  مقترح جريتشكو حول شن هجوم نووي على الصين التي هي ايضًا امتلكت السلاح النووي و القنبلة الهيدروجينية منذ 1964 كأسلحة استراتيجية ، هذا المقترح لم يلقى اي قبول عند القادة السوفييت، لانهم ادركوا مدى خطورة شن حرب من هذا النوع على بلد ناهز عدد سكانه 700 مليون انذاك ، توجسوا من خطر مواجهة حرب شعبية، من منطلق ادراكهم بأن الحرب الشعبية لا يمكن ان تقهر حتى بالنووي. 

ومع ذلك كان القادة السوفييت يلوحون بتلك الحرب رغم خوفهم وتوجسهم منها. 

ومنذ غزو تشيكوسلوفاكيا عام ١٩٦٨ تم اعتبار الإتحاد السوفييتي "إمبريالية إشتراكية" ، حيث قال ماو و لخص الأمر على النحو التالي :  "في الاتحاد السوفييتي اليوم ، إنها دكتاتورية البرجوازية ، دكتاتورية البرجوازية الكبرى ، إنها دكتاتورية من النوع الفاشي الألماني ، ديكتاتورية هتلر ". 

استخدم تشو إنلاي رئيس الوزراء الصيني مصطلح "الإمبريالية الاشتراكية " في السفارة الرومانية في أغسطس 1968. وقبل ذلك ، ألقى الزعيم الروماني نيكولاي تشاوتشيسكو خطابًا عفويًا في بوخارست ، أمام حشد كبير ، لإدانة الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا.

 

دعا تشو إنلاي بكلمات مستترة إلى شن حرب شعبية ضد المحتل السوفيتي ، ولكن تحدث بصراحة عن "السياسة الفاشية ، وشوفينية القوى العظمى ، والأنانية القومية والإمبريالية الاشتراكية" للإتحاد السوفييتي.

 

"لقد انحط الاتحاد السوفيتي إلى إمبريالية اشتراكية ، والفاشية الاشتراكية التي تدعو  أمة كبرى أن تدوس عمدا أمة صغيرة" . 

 

ومنذ ذلك الحين أصبح الخط الدولي للصين الشعبية قائمًا على هذه الفكرة لمواجهة الإمبريالية الإشتراكية السوفييتية و النضال ضدها بلا هوادة. 

 

حيث إرتقت الإمبريالية الإشتراكية السوفييتية لتكون تناقضًا رئيسياً في تلك الظروف الواقعية الملموسة، الأمر الذي إستدعى الحاجة الى نسج علاقات براغماتية مع الإمبريالية الأميركية، أي ان الصين الماوية و في سياق التكتيك والبراغماتية قدمت منطق الدولة على منطق الثورة نظراً لحاجتها لذلك ، فالصين حتى ذلك الوقت لم تكن تحظى بعضوية الأمم المتحدة، ولم يعترف بها كدولة الا عدد ضئيل من الدول،لان غالبية الدول اعترفت بجمهورية الصين (تايوان) ما يعني عدم الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية ما دفع الصين الشعبية في ذلك الوقت الى اقامة علاقات دبلوماسية مع دول عدة منها مثلاً انظمة فاشية مثل نظام الشاه في ايران و نظام بينوشيه في تشيلي ، وهذا حتى أثار استغراب الماويين وكل الشيوعيين المؤيدين للصين في العالم .

 

هكذا نقرأ (ولا نبرر) حيثيات هذه المسألة ، الصين كانت في وضع المنتصر على الأرض وكان الاتحاد السوفييتي قوة فاشية ولا بد من مواجهته كقوة دافعة للثورة المضادة تشكل غطاءً سياسياً و ايدولوجيًا لكل الإنتهازيين و التحريفيين في العالم ، و التاريخ أثبت مدى صحة هذا التوجه،  فما مئال الحركة الشيوعية العالمية ومئال بيادقة الاتحاد السوفييتي الا دليل على صوابية الخط الأيدولوجي والسياسي للصين الماوية ، مهما حاول البعض ان يلوي عنق الحقيقة ويلتف عليها . 

و للمزيد حول التوتر الصيني السوفييتي يمكن القراءة عبر هذه الروابط:

https://maoist.over-blog.com/2021/02/.html

 

https://maoist.over-blog.com/2021/02/-9.html

Share this post
Repost0
To be informed of the latest articles, subscribe:
Comment on this post