Overblog
Edit post Follow this blog Administration + Create my blog

عاشت الماركسية اللينينية الماوية (رئيسيًا الماوية)

المدونة الماوية ★ الديمقراطية الشعبية

جدلية الحروب الثورية و الرجعية و حلف الناتو الإمبريالي

تؤكد الحرب التي تدور رحاها في اوكرانيا منذ شهر فبراير ٢٠٢٢ الدروس الثمينة التي قدمتها لنا الماركسية اللينينية الماوية في كل من المادية التاريخية و المادية الجدلية ، كأرقى ما توصل إليه الفكر الإنساني من معارف. 

مؤخراً تم الإعلان عن نوايا حلف الناتو الامبريالي بتوسيع وجوده في المنطقة بواقع ٧ أضعاف، ليصبح عدد قوات الناتو المتمركزة في اوروبا ٣٠٠٠٠٠ جندي بدلاً من ٤٠٠٠٠. 

 

كل هذا بهدف خلق قوة ردع و مواجهة الجيش الروسي وإلحاق الهزيمة به.  مع النظر الى ان السويد وفنلندا الآن بصدد الانضمام إلى حلف الناتو ، ما يسمح بتواجد متزايد على الجبهة الشمالية لروسيا.

 

فيما يتعلق بالدولة الروسية ، يجب التأكيد مجدداً على أنها دولة إمبريالية لها أهداف إمبريالية جديدة ، كما تدل نواياها في أوكرانيا. يرى رئيسها فلاديمير بوتين نفسه كزعيم يسير على خطى القياصرة وينوي استعادة مناطق نفوذ واسعة في إطار هيمنة إمبريالية .

 

 مع ذلك ، هذا ليس سوى جزء بسيط من الرواية ، حيث تحولت أوكرانيا أيضًا إلى معقل عسكري عدواني وقاعدة متقدمة لـ القوة الإمبريالية الأمريكية.

 

وتعتزم الأخيرة في الواقع تنظيم مواجهة واسعة النطاق في القارة الأوروبية ، بهدف الحفاظ على هيمنتها من خلال سحق روسيا ، وبالتالي إضعاف الصين بشكل غير مباشر ، وفي الوقت نفسه إخضاع الدول الأوروبية. هذه ليست مؤامرة من قبل القوة الإمبريالية الأمريكية  ، ولكنها تعبير عن محاولتها تجاوز نقاط ضعفها التاريخية.

 

إن هدف الإمبريالية الأمريكية المتمثل في الحفاظ على هيمنتها العالمية يقود عملية واسعة النطاق من العسكرة الغربية  ، بما في ذلك من خلال توسيع السوق إلى مناطق جديدة. يتزامن هذا مع حقبة تاريخية كاملة ، حيث تمر الرأسمالية بأزمة عامة بسبب عرقلة التوسع ، حيث توجد الآن معركة صينية أمريكية من أجل الحفاظ على الهيمنة أو تحقيقها ، إلى جانب العديد من التناقضات الإمبريالية الأخرى التي دائمًا ما يكون لها نفس التأثير. هذا بإختصار هو جوهر المعركة من أجل إعادة توزيع العالم، و التي ايضًا تتطلب إعادة هيكلة المجتمع الإستهلاكي و الحفاظ عليه، لأن هذا من شأنه تأبيد الهيمنة الرأسمالية و إضعاف البروليتاريا و ثقافتها المضادة للثقافة الإستهلاكية المهيمنة.

 

 لا يمكننا أن نرى الحرب في أوكرانيا بمعزل عن الأزمة العامة لنمط الإنتاج الرأسمالي و التي تدفع القوى الكبرى لتكون اكثر ميلاً الى الحرب من اجل إعادة تقسيم العالم و مناطق النفوذ، وكل جانب إمبريالي يسعى الى توسيع حصته من هذه القسمة .

هذه الحروب الرجعية ينبغي ان تجعل الطبقة العاملة في كل البلدان، اكثر تصميمًا على تقديم أطروحات توجه من خلالها الجماهير الى تناقضها الرئيسي ، فالتناقض الرئيسي للشعوب هو تناقض داخلي، البروليتاريا في كل البلدان الإمبريالية و المستعمرة وشبه المستعمرة ينبغي ان تناضل ضد برجوازيتها. 

ان الحروب الثورية من شأنها ان تثبط و تعرقل الحروب الرجعية ، فالحروب الرجعية لا يمكن هزيمتها الا بالحروب الثورية، حرب البروليتاريا الثورية . 

 

لقد قدمت التجارب السابقة للشعوب و الأمم لا سيما في الإتحاد السوفييتي و الصين للإنسانية دروسًا ثمينة بهذا الصدد ، فنعلم ان الحرب الامبريالية العالمية الأولى هي من دفعت العمال و الكادحين الروس الى رفض ان يكونوا وقوداً لحروب القيصرية ، ما دفع ضمنًا الى  ثورات ١٩١٧ و اقتلاع القيصرية و تأسيس اول دولة اشتراكية في التاريخ . 

 

كذلك التجربة الصينية الطويلة و انهاء حكم السلالات في ثورة شينهاي (١٩١٢) و النضال الطويل الذي انتهى بإستيلاء الشيوعيين على السلطة في ١٩٤٩. 

يعلمنا القائد ماو تسي تونغ ، و يقدم لنا دروسًا ديالكتيكية قيمة، و يثبت بأن الحروب الثورية هي النقيض الديالكتيكي للحروب الرجعية، حيث قال ماو ذات مرة "نحن لسنا دعاة الى الحرب لكن الحرب لا يمكن ان تنتهي الا بالحرب، ولا يمكننا ان نلقي السلاح الا اذا حملنا السلاح". 

كما علمنا ماو أيضًا وقال :

،

 

"الحرب ، هذا الوحش الذي يدفع الناس الى قتل  بعضهم البعض ، سينتهي بهم الأمر بالقضاء عليه من خلال تطور المجتمع البشري ، وسيكون كذلك حتى في المستقبل غير البعيد. لكن لإنهاء الحرب ، هناك طريقة واحدة فقط: النضال  ضد الحرب بالحرب ، و بالحرب الثورية ضد الحرب المضادة للثورة ، و الحرب الثورية الوطنية ضد الحرب الوطنية المضادة للثورة ، و الحرب الطبقية الثورية ضد الحرب الطبقية المضادة للثورة. ...

 

عندما يصل المجتمع البشري إلى إلغاء الطبقات ، وإلغاء الدولة ، لن يكون هناك المزيد من الحروب - لا الحروب المضادة للثورة ، ولا الحروب الثورية ، ولا الحروب الظالمة ولا الحروب العادلة. سيكون عصر السلام الدائم للبشرية. بدراسة قوانين الحرب الثورية ، ننطلق من التطلع إلى قمع كل الحروب. وهنا يكمن الاختلاف بيننا نحن الشيوعيين وممثلي جميع الطبقات المستغِلة. " 

 

وهذا هو معنى شعار "الحرب على الحرب الإمبريالية! الحرب على الناتو! . 

الناتو كتحالف رجعي يهدف الى إدامة قمع وقهر الشعوب المضطهدة. 

هذا هو الفهم الصحيح لمسألة الحرب الثورية ، وهي من صميم فهم المادية التاريخية ، فهم المادية التاريخية و قوانين التاريخ أيضًا يقتضي فهم متطلبات التاريخ. 

 

وهذا ما تقوله منذ بداية الحرب الإمبريالية في أوكرانيا، نحن كشيوعيين يجدر بنا أن نرفض هذه الحروب المعادية لمصالح الشعوب ، و نرفض الإصطفاف فيها ، على غرار ما يفعله المتمركسون الإنتهازيون عبر مواقفهم الإصطفافية ، المعبرة عن  منزعهم الإنتهازي من جهة ، و جهلهم في الحقائق الموضوعية التي تقدمها الماركسية من جهة أخرى ، لا سيما تلك البديهية القائلة بأن الرأسمالية تتحول و تتطور الى الامبريالية حكمًا   و  بالتالي فإن الإصطفاف مع أي طرف في الحروب الإمبريالية يرتقي الى مستوى خيانة الماركسية ، لذا يجدر بنا كماركسيين ان نتمسك بمواقفنا المعادية للحروب الرجعية و الإمبريالية و ان نوجه كل طاقاتنا لتعرية وفضح كل اطراف الحروب الرجعية في سياق عمل ونضال و تعبئة أيدولوجية ثورية مضادة ، في سبيل صياغة وعي جماهيري يؤمن بأن الحروب الثورية وحدها من تخلق العالم الجديد الذي تنشده الجماهير الكادحة في كل أصقاع المعمورة، عالم يخلو من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال والقمع الطبقي و القومي و الجندري...إلخ.

قال المخرج السوفييتي العظيم دزيجا فيرتوف ذات مرة إن الناس سوف ينسون أسماء جميع الدول ، لكنهم لن ينسوا اسم لينين أبداً. 

سيأتي اليوم الذي ينسى فيه البشر ان هناك دولة إمبريالية فاجرة كان إسمها الولايات المتحدة الأمريكية، و دولة إمبريالية مارقة كان إسمها روسيا و دول الناتو وكل الدول الرجعية. 

سيتذكر الناس اسم لينين و غيره من القادة العظام الذين علموا شعوب العالم و قدموا لها أثمن و أهم و أسمى ما يمكن ان تهتدي به من أفكار و معارف و تجارب من أجل بناء وتشييد عالم جديد، طالما كان التقدم هو قانون المستقبل كما كان قانون الماضي ، حتمًا ان الشعوب ستتغلب على كافة الإختلافات القومية و تتجاوزها وتعبر التاريخ الى الشكل الأرقى : العالم الإشتراكي و الجمهورية الإشتراكية العالمية ، وصولاً الى المجتمع الشيوعي " اللاطبقي ".

Share this post
Repost0
To be informed of the latest articles, subscribe:
Comment on this post