Overblog
Edit post Follow this blog Administration + Create my blog

عاشت الماركسية اللينينية الماوية (رئيسيًا الماوية)

المدونة الماوية ★ الديمقراطية الشعبية

كيف نرد على الذين يدعون أن الشيوعية مسألة طوباوية غير قابلة للتحقيق؟


 
 
من الأراجيف و الأضاليل و الأكاذيب التي يروج لها أيدولوجيو البرجوازية و المدافعون عن الرأسمالية و إقتصاد السوق لإدامة و تأبيد نظامهم الإستغلالي، أن الشيوعية مجرد يوتيوبيا ، ولا يمكن الوصول إليها.
 
و يتذرع هؤولاء بأن "الأنانية" هي القوة الاساسية المحركة و الدافعة للمجتمعات البشرية.
 
 
و بعيدًا عن أعداء الشيوعية المستترين و المفضوحين ، مع الأسف، فإن الكثير من البسطاء الذين نشئوا و ترعرعوا و صيغت أفكارهم و تصوراتهم في ظلال المجتمع البرجوازي تأثروا بهذه الأراجيف و الأضاليل البرجوازية.
 
 
وهنا من واجب كل الشيوعيين المخلصين أن يتصدوا بحزم لهذه الدعايات التي من شأنها أن تعمق من الفجوة و تخلق الحواجز المعنوية بين الأيدولوجيا الشيوعية وجماهير الكادحين و المسحوقين ، الذين توجه لهم البرجوازية ألتها الدعائية و الإعلامية عبر أجهزتها الأيدولوجية ليظلوا عبيدًا أكفاء و أسرى للإمكانية الشكلية المحضة القائلة بأن كل إنسان يمكن ان يصبح غنيًا في يوم من الأيام إذا ما إجتهد و ثابر في عمله، و الى ما ذلك من الهراء البرجوازي الذي يفتقد للحد الأدنى من الموضوعية ويذهب بالمثالية الى أقصاها.
 
الشيوعية ليست مسألة طوباوية ، و لا مجرد أفكار مثالية غير قابلة للتحقيق ، الشيوعية كمرحلة عليا من المجتمع،  هي بالأساس، و قبل كل شيء جزء طبيعي من حركة المادة ، لا يمكننا إدراك حتمية الشيوعية بدون فهم ديالكتيك الطبيعة الذي يعطي للشيوعية بعداً كونيًا ، الكون نفسه يميل نحو الشيوعية، و المجتمعات البشرية جزء من الحركة العامة للمادة.
 
"سيبقى الجحيم فوق هذه الارض ما بقيت الملكية الخاصة"، بهذه الكلمات لخص المعلم لينين الأمر، سيبقى الصراع الطبقي موجوداً الى ان تزول الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و يزول معها استغلال و اضطهاد الإنسان لأخيه الإنسان، الإستغلال و الإضطهاد الطبقي و القومي و الجندري ، إن أي نمط إنتاج يقوم على الإستغلال و الإضطهاد سيتداعى حتماً ، ونمط الإنتاج الرأسمالي من خلال ازماته العامة والمستمرة يتداعى ، لكن الجديد لم يولد بعد بسبب العجز السياسي للطبقة العاملة عالميًا ولعل الأزمات التي تعصف بالرأسمالية تعبر بجلاء عن هذا العجز السياسي للطبقة العاملة.
 
القول و الإدعاء بأن الأنانية هي المحرك الأساسي للبشر هذا، كما قلت في موضوع سابق في هذه المدونة، إنفضاح ذاتي للبرجوازية و أنانيتها و رؤيتها الى العالم ، و القول أن الشيوعية تسعى الى إشاعة الكسل و الخمول هو ايضًا هراء برجوازي ، ولعل ما قاله ماركس وإنجلز في البيان الشيوعي أبلغ رد على هذا الهراء :
 
"ثمة اعتراض علينا يقول: بإلغاء الملكية الخاصة سـينتهي كلّ نشاط وسـيَسـتشري كسل عام.
 
فلَو صحّ ذلك، لكان المجتمع البرجوازي قد تردّى منذ زمن بعيد في الخمول، إذ أن أولئك الذين يعملون، في المجتمع، لا يمتلكون، وأولائك الذين يمتلكون، لا يعملون. فهذا الوسواس كله يُؤوّل إلى هذا الحشو: حين لا يبقى للرأسمال وجود لا يبقى للعمل المأجور وجود".
 
و على أي حال ، فالرؤية الى العالم هي الأساس الذي تقوم عليه كافة تصورات الإنسان ، لهذا قامت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى في الصين (1966-1976) ، و لهذا ايضًا قال المعلم ماو تسي تونغ أن هناك حاجة ملحة لعديد الثورات الثقافية خلال المرحلة الإشتراكية ، كطور أدنى من الشيوعية، لإعادة تربية الجماهير و لتغيير رؤيتها الى العالم و تحويلها من الرؤية البرجوازية المشبعة بالمثالية و الأنانية و الإنحطاط، الى الرؤية البروليتارية الثورية.
 
اذن ،فالرؤية و النظرة الى العالم هي حجر الزاوية و العامل الحاسم و الأكثر تأثيرًا ، فالشمس لا تشرق في غرفة مغلقة، و من ولدوا و عاشوا في المجتمع البرجوازي و تلقوا تعليمهم و بنوا أفكارهم من خلال الأجهزة الأيدولوجية البرجوازبة حتمًا لن يروا في الشيوعية إمكانية واقعية قابلة للتحقيق، بل و ضرورية التحقيق.
 
إن الشيوعية أيها السادة فضلاً عن كونها حتمية تاريخية كإتجاه عام لحركة المادة ، هي ايضًا ضرورة تاريخية. 
 
إن وعي هذه الضرورة، و إدراك قوانينها الموضوعية لتحقيقها هو الحرية المنشودة للإنسانية جمعاء.
 
إن "العقلانية" و نبذ "الأوهام الطوباوية" الذي يدعيه البرجوازيون هو في الواقع ليس الا مديحًا للأنانية بإسم الإنسانية و حقوق الإنسان ، فضلاً عن ذلك فهم يتبجحون بأن للبشر ماهية و "طبيعة إنسانية" واحدة لا يمكن تغييرها و أن الإنسان "طماع و اناني بطبعه" ، رغم ان البشر يتميزون بمرونة عالية. لا تمكنهم من التأقلم مع الظروف الواقعية فحسب، بل و تغييرها ايضًا حيث يعد وجود المادة الرمادية في الدماغ الإنساني، كمادة مسؤولة عن الإدراك الحسي، انتصاراً حاسمًا للديالكتيك الماركسي.  و لقد مرت المجتمعات البشرية بعديد التحولات التي حدثت كنتيجة موضوعية لتغير وتطور قوى وعلاقات الإنتاج و العلاقات الإجتماعية.
 
فحتى ما يراه البرجوازيون "انسانيًا" و "عقلانيًا" و"اخلاقيًا" و"طبيعة إنسانية" ، هو في واقع الحال أمور متغيرة من زمن الى اخر، و حتى من طبقة إلى اخرى، فما هو اخلاقي وصحيح لدى المستغِلين (بكسر الغين)، هو حتمًا ليس صحيحًا ولا أخلاقيًا لدى المستغَلين (بفتح الغين). 
 
و على أي حال، هناك فرق جلي ما بين الإشتراكية العلمية (الماركسية اللينينية الماوية) و الإشتراكية الطوباوية الخيالية، الإشتراكية العلمية كنقيض للطوباوية ، لانها قبل كل شيء تنطلق و تبنى على اسس واقعية ، فالواقع هو القاعدة المادية للمجتمع الإنساني و تطوره. 
 
فحين نتحدث عن الموضوعي و الذاتي و الإنطلاق من الأول الى الثاني في بناء و تكوين المعرفة الإنسانية للواقع، فإن هذا حتمًا ليس بمدعاة للطوباوية ، بل فهم للواقع الموضوعي لتغييره بفهم و إدراك قوانينه ، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، لا ماركس ولا إنجلز ولا لينين ولا ستالين ولا ماو، قالوا ان المجتمع الإشتراكي بكل ما يعنيه من قفزة كبرى الى الأمام سيخلو من التناقضات و الصراع الطبقي ، بل ان القائد المعلم ماو طور هذا الفهم المادي الجدلي للإشتراكية ونجح بإثبات إستمرار الصراع الطبقي في ظل الإشتراكية كمرحلة إنتقالية لا تتسم بالعنف و الصراع الطبقي العنيف فحسب ، بل ايضاً اثبت انها اعنف مراحل التطور الإجتماعي التاريخي على الإطلاق ، حيث يحتدم الصراع الطبقي بين طبقة ثورية تسعى لتوطيد سلطتها و ديكتاتوريتها الشاملة لإنهاء الفوارق الطبقية من اجل المضي قدمًا في بناء الاشتراكية و عبور التاريخ نحو المجتمع الشيوعي اللاطبقي ، و طبقة رجعية بائسة تسعى لإيقاف عجلة التاريخ و إعادة تركيز نظامها وهيمنتها على المجتمع ، كما ان القائد ماو ذهب الى ابعد من ذلك، و تحدث عن المجتمع الشيوعي اللا  الطبقي ولم يدعي خلوه من التناقضات، ليست تناقضات طبقية قطعًا ، بل التناقضات بين الجديد و القديم و بين المجتمع و الطبيعة و الى ما ذلك. 
 
لن يتمكن أعداء الشيوعية من إجابتنا، أين الطوباوية في كل هذا ؟ 
 
كما يحاول أعداء الشيوعية إقناعنا بفشل الشيوعية وحجتهم الدامغة على ذلك أن "الدول الشيوعية" فشلت وسقطت، ومن الحجج الدامغة التي يستعملها هؤولاء الأفاقون، أن الشيوعية "سقطت في مهدها" ، يا لهول الصدمة!. 
 
بالحقيقة لا يمكننا إقناع هؤولاء لانهم و قبل كل شيء پأرائهم هذه مدفوعين بوجهات نظرهم الطبقية، فلا يمكن كبرجوازيين، أن تكون لديهم إنطباعات إيجابية عن الشيوعية، فالمادية الديالكتيكية تعلمنا ان كافة الأراء في كافة المسائل، أراء طبقية مدفوعة بالإعتبارات الطبقية ، و هنا من واجبنا ان نقدم إجابات واضحة على ما يطرحه اعداء الشيوعية البرجوازيون، لا لشيء الا لتبيان الحقائق من وجهة النظر العلمية للمادية الديالكتيكية ، فمن مناقب الشيوعي الحقيقي ان يقدم تحليلاً علميًا (التحليل الملموس للواقع الملموس) كما علمنا لينين.
 
الشيوعية باقية لا تموت، وان ما حصل من سقوط للإتحادالسوفييتي الإمبريالي التحريفي في 1991 ، هو المئال الحتمي للإمبريالية الإشتراكية منذ صعود التحريفية وإعادة تركيز الرأسمالية بعد وفاة ستالين في 1953ومنذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي بعد ذلك بسنوات قليلة، حين إغتصبت زمرة التحريفيين الأوغاد بقيادة الخائن نيكيتا خروتشوف السلطة بإنقلاب تحريفي مكتمل الأركان، فالإتحاد السوفييتي منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي عام 1956 ليس إشتراكيًا ، ولا يمت للإشتراكية التي أسس لها لينين و بناها ستالين بأي صلة. 
 
اما الصين التي تصدى الحزب الشيوعي فيها للإنقلاب التحريفي في الإتحاد السوفييتي بكل حزم و ضراوة، حيث ذاد الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسي تونغ عن مكتسبات الثورة الإشتراكية العالمية بكل بسالة ، لكن الأمر لم يدم كذلك بعد عام 1976، حين وقع انقلاب الزمرة التحريفية بعد وفاة ماو و اعتقال الأربعة المقربين منه (عصابة الأربعة). 
 
فالصين ايضًا لم تعد إشتراكية منذ وفاة ماو ، حيث اعادت زمرة التحريفيين الأوغاد التي إغتصبت السلطة بقيادة الخائن التحريفي دنغ شياو بينغ تركيز الرأسمالية، لتتحول الصين بعد ذلك الى دولة رأسمالية كبرى بعد آن كانت اخر القلاع الصامدة في وجه العاصفة. 
 
لكن مع ذلك، لماذا فشلت او لم تستمر هذه التجارب اكثر من ذلك؟ للإجابة عن هذا السؤال و للوصول الى نتائج مقنعة علينا ان ننطلق من مقدمات موضوعية وليست ذاتية ، ولا يجب تحليل هذه التجارب بدون الأخذ بعين الإعتبار أنها تجارب في قلب العالم الرأسمالي ، فلم تكن الصين ولا الإتحاد السوفييتي في جزر معزولة عن هذا العالم ، بدون إداراك هذا الجانب الموضوعي من الحقيقة لا يمكن الوصول الى نتائج حقيقية في تحليل فشل هذه التجارب وهو فشل مؤقت لأننا نؤمن بحتمية الشيوعية ، ليس بماركسي من لا يؤمن بحتمية الشيوعية إنطلاقًا من البعد الكوني للشيوعية كما أسلفنا.
 
إن فشل التجارب الإشتراكية السابقة لا يلغي حتمية الشيوعية ، فالتطور كما علمتنا المادية الديالكتيكية لا يمكن أن يسير في خط مستقيم من البداية حتى النهاية ، فهذا هراء مثالي برجوازي ، إن الخط العام للتطور يسير في خط لولبي متعرج ، فالمد ينطوي على الجزر و العكس والإرتفاع ينطوي على السقوط و العكس ، والنصر ينطوي على الهزيمة و العكس ، فلا يمكن أن تسير الأمور بخط مستقيم، والشيوعية كذلك الأمر ففشل التجارب السابقة ينطوي على الإنتصار الحتمي والأكيد للطبقة العاملة و للجماهير الكادحة عالميًا في المستقبل .
 
ومن جهة أخرى ، فإن عدم فهم الطابع الطبقي العنيف للإشتراكية كمرحلة إنتقالية (حتى عند بعض ادعياء الماركسيىة) ايضًا يدفع في إتجاه الفهم المشوش لسبب فشل التجارب الإشتراكية السابقة ، بل أيضًا وعدم فهم طبيعة الإشتراكية كمرحلة ينطوي على إنكار إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية ، لهذا شدد القائد المعلم ماو على أهمية إدراك الطابع العنيف للمرحلة الإشتراكية كمرحلة انتقالية يستمر خلالها الصراع الطبفي .
 
و ايضًُا قول أن "الشيوعية" قد فشلت هذا بحد ذاته مغالطة لا يجب تمريرها ، فلا الإتحاد السوفييتي ولا الصين ولا أي تجربة إشتراكية سابقة قد تجاوزت الطور الأدنى من الإشتراكية ، فما بالنا بالشيوعية كأعلى مراحل الإشتراكية ؟! .
 
وبالعودة الى حتمية الشيوعية ، ما من شك أن أي نظام يقوم على ملكية الأرض و أدوات الإنتاج ، فضلا ً عن الإستغلال لهو طور عابر ستتجاوزه البشرية حتمًا ، لتسمو مصالح المجتمع على مصالح الأفراد وينتفي كل سبب كان للسعي وراء الثروة ، ليتحرر الإنسان من سلاسل المجتمع القديم. 
 
فالسعي وراء الثروة لن يكون هدف البشرية اذا كان التقدم قانون المستقبل كما كان دائما ً.
ان دمار هذا المجتمع الذي تعتبر الثروة هدفه النهائي و الوحيد ينتصب امامنا بوضوح , لأنه ينطوي على عناصر دماره و إنحلاله .
 
أخيراً كما علمنا لينين ان نحلم بعالمنا الذي ننشده، حين قال :" الحُلم أمر حسن ، من الضروريّ أن نحلم طالما أنّ الأحلام تكون متماشية مع سيرورة تطوّر الواقع و طالما نعمل دون كلل كي نحقّقه". 
 
 
 
 
 
 

 

Share this post
Repost0
To be informed of the latest articles, subscribe:
Comment on this post